الثلاثاء، 23 فبراير 2010

كن ولا تكن!!!

لا تخلو جلسته مع ابويه من توجيهات متتاليه..ارشادات متواصلة..نظرات عتاب لا تتوقف..افعل ولا تفعل
كن صادقا
لا تسرق
كن متسامحا
استخدم عقلك..حدد هدفك
كن صبورا
تكلم بصوت هادئ
لا تكثر من العبث...لا تبالغ في الضحك
لا تتلفظ بكلمات نابية
يدق الهاتف..امسك به..اشارة من ابيه توحي بابلاغه انه بالخارج..يضع السماعة....دخل الي غرفته..بعد قليل سياتي مدرسه الخصوصي..اعد بتجاهل اوراقه المبعثرة وكتابه الخالي من مرور قلمه الذي اخذه من حقيبة زميل فصله دون ان يدري ..لم يصب بدهشة حينما سمع شجار ابويه الذي يسمعه الجيران صباح مساء..كلاهما اطلق العنان بالسنة حداد..دق باب الشقة..لابد انه المعلم..استقبله بابتسامة فاترة.. بدا المعلم مكفهرا بعض الشئ ..قدم له الشاي..وضع امامه قيمة الحصة...تغيرت ملامحه بعض الشئ بعدما راي النقود..نظر المعلم اليه نظرة صارمه:
طمئني:هل حفظت ما اعطيته لك الحصة الماضية؟
شعر سامي بالارتباك..مازال صوت ابويه يخترق جدران غرفته..احس بالحرج....اشعل الاستاذ سيجارته..فجاة انقطعت الكهرباء...همس سامي في اذنه:
اتمني ان لا تخبرهم بعدم حفظي..اضاء شمعه..خرج المعلم سريعا..اطفا سيجارته تحت قدميه امام باب الشقه..التقطها سامي..مازال بها ما يمكنه اشعاله..انها مستوردة..عادت الكهرباء..فتح التلفزيون..مازال الحديث متواصل عن انجازات الوزارة الجديدة القديمة وعن خطط التنمية..تنقل منها لصراع الديكة عبر القنوات..مر علي الفتاوي ونقيضها..اصابه الملل...شاهد بعض الاغنيات التي كانت صورة بلا صوت..ربما احتاج لترجمة مصطلحاتها الجديدة...لقطات شبه عارية هنا وهناك ....اعلام واستعراضات عسكرية.... غط في النوم وفي يده الريموت...

ليست هناك تعليقات: