الاثنين، 3 مايو 2010

دراسة نقدية لاعمال /عبدالهادي زيدان بقلم كوثر ميلاخ

فكر التغيير في الفايس(الجزء الثالثShare
Sun at 4:50pm
مقدمة:أشكر كل من شجعني على مواصلة هذه الحلقات بالتعليق عليها و أختص بالذكر هنا أبي الروحي و عندليب الفايس الدكتور عبد الباري و ست الكل سيلفي و فارس الكلمة زيدان و شقيقي محمد الفطايري و أخي الفاضل محمد عبد الحميد و صديقي العزيز أشرف محمد و زين إخوتي زين هاشم العبد و الأخ محمد تومة الراقي و أخي المحترم سمير أبو ربيعة .و الأخوين عصام حمدي و أحمد علي ....و وردات الفايس :ملاكي دادو ،دينا ،نوال السعدي ،سعاد الحجري ،،قطر الندي رقيقة الفايس و عرش بلقيس الغالية و كنوزتي و كل من يهب قلمي شحنة تدفعني إلى محاولة إتمام غايتي من هذه الحلقات التي أسعى من وراءها إلى إثبات أننا عالم متحضر يستغل التكنولوجيا ليغير ما بنفسه نحو الأفضل..دام سعيكم للتغيير و وفق الله كل من رجا صلاح أمة نبينا عليه الصلاة و السلام

النموذج الثالث :فارس الكلمة زيدان

طرحت سؤالا على ذاتي حينما رمت الحديث عن الأستاذ زيدان كفكر سعى إلى التغيير :هل أنا جديرة بأن أتناول أدبا أعتبره صرحا قده السمو و نبل الكلمة و قلما هو صدى روح موطنها بين الأرض و السماء ..تكشف الواقع لتخرج لنا بريق درره و تزيل الغبار عما بهت فيه من ألوان ؟؟؟ هل لي من الكفاءة ما يسمح لي بالمغامرة و الكتابة عن أديب يعد عندي فارسا للكلمة ..الكتابة عنه كفكر سعى للتغيير و ما تقتضيه من ضرورة إهمال الأسلوب الفني المتميز و الصور الفنية الرفيعة ؟؟؟الصعوبة تكمن في أن أدب زيدان عندي و يشهد الله أني لا أجامله و لا أجامل أحدا من أصدقائي لأن لا خوف لي منهم و لا طمع لي فيهم ..هو سادتي أدب يعاش و لا يقرأ أو تعيشه عبر القراءة و لا تقدر على خط حرف فيه لفرط ما تداخل مع ذاتك ...كثيرا ما أجد صعوبة في التعليق على مقال لزيدان صعوبة من سيترجم نفسا صاعدا أو نازلا في داخله عبر كلمات فما بالك إذا تعلق الأمر بمجموعة من مدوناته ..كان لزاما علي أن أقف على ضفاف يم زاخر و أنهل من مضامينه الملتزمة و أنا لا أعلم من أين أبدأ ..لكل هذه الأسباب أرجو أن تجدوا و يجد لي فارس الكلمة العذر على الهنات التي حواها هذا المقال
لعلكم لمستم في نموذجيا بل دعوني أقول لدى أستاذيا الجليلين أحمد المختار و الكاتب المصري الطائي نقاط التقاء كثيرة و اختلافا في الوسيلة المتخذة للتغيير ..نحن مع فارس الكلمة أمام رؤية أخرى و زاوية نظر جديدة بدأتها كمنطلق لبحثي بسؤال :كيف كان فارس الكلمة فارسا في التغيير عبر الكلمة ؟
التغيير في فكر أستاذي زيدان اتخذ أشكالا متنوعة لعله يمكن أن نردها إلى 3 محاور أساسية قد تغيب جوانب كثيرة لكنها تمدنا بمنهج يمكننا من تأليف بعض العناصر التي هي في حاجة إلى مزيد من الإثراء بالعودة إلى مقالات فارس الكلمة
1) الواقع الموجود 2) الواقع المنشود 3) سبل الوصل بين الواقعين

*****1) الواقع الموجود
لا يمكن أن نغير ما لم نضع إصبعنا على اشكاليات واقعنا المعاصر محاولين فهمه ،تحليله و بث الوعي به ..لم يترك فارسنا مجالا من واقعنا تقريبا إلا اقتحمه كسر حصون الغموض المحيطة به و أزال أشواك الوضوح المزعومة التي تغطيه ..لم هو وضوح مزعوم ؟؟ لأننا نستوي في واقعنا في كثير من الأحيان أبطالا يعيشونه و لا يعون به فيستوي قلم زيدان هنا كاميرا تتجول بنا عبر الموجود لتزيل عنه ستائر اللاوعي به ...التغيير يبدأ عنده من تجنيد قلمه لإثارة مشاغل و هموم فئات مختلفة :_لا يدخل بنا زيدان المتمسك برسالة التغيير قصور الأغنياء ليستجدي منهم أو ليصف بذخهم بل يدخل بنا "علبة كبريت " :"مساكن الإيواء هي غرفة لكل أسرة ، حمام مشترك لكل طابق " أم مسعد شخصية من شخصيات زيدان ..لها أطفال "تئن على بقايا طعام " كما يقول ..في المقابل نجد في قصة اعتقال قلم :"مزارع لرجال أعمال ،فيلات لسيدات مجتمع ..اعلانات استثمار و عقارات ..."هذا نموذج من عدة نماذج أخرى تحدث عن معاناة الفقراء و ما تنتجه الطبقية من ضيم و ظلم ..يضع فارسنا المجهر تحت أعيننا عسانا نشعر بمأساة هؤلاء و إن كنا منهم عسانا نرى سواد واقعنا فنسعى إلى بياضه خاصة في ظل هيمنة عقلية تجاهل الآخر و فتور العلاقات الإنسانية و البرود الذي بات يسيطر على مجتمع كان دافئا يزخر حرارة ..مجتمع كثر فيه أمثال العم زكي في أقصوصة "عناق ما لا يجيء" ..ذلك المهنئ الوحيد الذي فرح به جاره معتقدا أنه أتى ليبارك نجاح ابنه فإذا به أتى ليطلب "الشيشة لضيوفه "..مجتمع تحكمه المصلحة و تسيطر عليه نزعة الأنا و يتجاهل قيمنا في التضامن في الفرح و الترح ..مجتمع عليه أن يغير من ذاته و أن يعيد جذوة ما خمد فيه من نبل المشاعر ..و من هنا تأتي أول بادرة للتغير و التغيير
_ تجثم في كتابات فارس الكلمة أجيال تتعايش في جو من الصراع ..يحلم بعضها بالآخر ..و يجهض بعضها حلم الآخر..أزمة أجيال رغم التحامها مكانا و زمانا يتفرد كل منها بمنطق مختلف و بحلم متباين حد التعارض مع حلم الآخر .حلم جيل لا مجال لمن سبقه فيه ..أريد اتساع حدقة عينكم و أنتم تقرؤون كيف صور الفارس هذه الأزمة فيم صور :"اشتم رائحة تنبعث من تلك السجائر التي التف حولها بعض من الشباب ، لم يشأ أن يعلق (ولكن الفارس علق)و إن رأى زجاجات خضراء بجوارهم ملقاة على الأرض ...قهقهاتهم أجبرته على مغادرة المكان "...وجع أب وهو يرى ضياع الأمل و قلة حيلته ..هل تعيدنا مغادرة المكان بل مغادرة الدنيا بأسرها خير أمة أخرجت للناس ...حمدان هذا سادتي في قصة "انكسارات منتصر "كان يعيش على ذكريات مجد وعده به القمر و أناله إياه :"تذكر وعده بضوء ،بالنصر ،و صدق وعد القمر ...حمدان و رفاقه سطروا ملحمة للعز ،خرجوا من دائرة النسيان ،أكبرهم العالم ،قدرهم العدو قبل الصديق ،كسروا نوافذ الذل ،أعادوا البهجة التي اختفت .." يضيف :"لا يعرف (سطروا النفي و حددوا المسؤولية) الصغار ما فعلوه في ذلك اليوم ،لقمة العيش المبلل بالانكسار لا تمنحه وقتا للحديث حتى عن تلك الشظية التي باغتت قدمه اليمنى " شبابنا لا يرى فينا سوى هزيمة الواقع و نحن لا نرى فيهم سوى خيبة الحلم ..أنى لشباب بتحدي الواقع المظلم في الكثير من جوانبه دون التسلح بنصاعة التاريخ و فخر بالهوية ؟؟؟؟؟؟ حتى البطل المناضل كف عن نضاله لأجل لقمة العيش ...متى نعتبر النضال و التغيير العمود الفقري في لقمة العيش ؟؟؟؟...أزمة الواقع العربي إذن تبدأ من لقمة العيش يقول في نوافذ مغلقة :"يخرج كل يوم باحثا عن رزق يفي بحاجاته اليومية ..كان حريصا على أن يعوض أولاده ما حرم منه ...كثيرا ما يجالسهم ،يحاكيهم ،يقص عليهم حكايات مضت و ربما أساطير سمع عنها يوما من العم جابر ...تراه شديد الاعتزاز عندما يذكرهم بانتصارات مضت و شديد الحسرة على انكسارات لم يشهدوها ...يدرك معنى أن يزرع فيهم شيئا من قيم ما عادت تطفو ،يحسده البعض و يغبطه الآخر على تلك الروح المتسامحة في زمن الغل ..."النصر و النكسة و ما بينهما من تقابل يصنع أزمة العربي المعاصر ..حريص هو فارس الكلمة على ضرورة التقاء الجيلين في طريق حلم واحد سيما أن واقع الجيل الجديد محفوف بأشواك كثيرة عددها زيدان في مواطن عدة ..يرى بعضهم الهجرة حلا غير أنها حل مر ..فالمهاجر وجهته "خرائط الوهم "يقول في هذه القصة :"أعد جواز سفره مسبقا ...خطواته إليها متثاقلة ،دموعه متحجرة ،حالة من دوار ..لم يستطع النظر إلى الخلف ..موعد إقلاعها أوشك ..و اتجهت طائرته إلى نيويورك "..أجيال علمت كما يقول في يوميات صعلوك :الضرب قبل جدول الضرب "" و أجيال لم ترفع اليد للضرب مقاومة لآفاق تختنق
يصور من جهة أخرى ما يعيشه الشاب الواعي الثوري الحالم بالتغيير في بلده عبر العلم ...الإبن الأكبر ..حلم والديه ..لم يخيبهما و حصل على الماجستير "يتهم بقلب نظام الحكم "و التهمة تستند إلى دليل انظروا ما أقواه :"لم نره يوما حاملا سوى قلمه و أوراقه .."و المخبر "رأى فيه ما يدل على تأكيد الإتهام "...أي كشف هذا الذي يلج رحم الواقع ليستجلي الوليد الموؤود ..الكل متهم و لا بد من "إثبات البراءة و ثمنها جنيهات " يا له من ثمن بخس يهين براءتنا و آدميتنا
_ لم يمر الفارس زيدان مرور الكرام على ما تثيره الوظيفة الحكومية من قضايا بدت جلية في جحود الإدارة من جهة ففي "دقات متأخرة يصف بطلته قائلا :"كانت الأكثر جهدا و الأقل تقديرا من قبل الإدارة ..المتربصون بها يعرفون عدد المذكرات التي أحيلت للشؤون القانونية ضدها ..."بدت من جهة أخرى في روتينية العمل الإداري ..أصيخوا السمع إلى صوتنا يصرخ منطلقا من قلم الفارس في "العودة إلى النفق "حيث يقول :"حاول أن يتلاشى ذاكرة هموم رتابة عمله الحكومي المترامي الخيبات و نفايات أوامر لم تتوقف عن تنغيص حياة ألقت ما فيها و تخلت .." و تبدو هذه القضايا أيضا في "نحو النهاية " حيث يصف لنا موظفا يحال على التقاعد وصفا يستوقفك فيه "حذاء لم يعد لامعا مثلما كان " و "قامته تقاوم الإنحناء بما استطاعت " قامة الموظف لا الحذاء ..قامة قبلت الإنحناء و الرشوة فإذا به أمام الكاميرا الخفية ...موظف ظل سويا رغم حاجته و في ختام الرحلة يجد نفسه مفضوحا أمام الملايين ...و ملايين ترتشي فلا تفضحهم حتى نهاية الطريق كاميرا خفية أو جلية
أكيد أن فارس الكلمة لا يزين الواقع و لا يجمله كي لا يغالطنا و أكيد أنه لا يرمي إلى الإكتفاء بفضحه للتشهير بل إنه يرينا عيوبنا للتغيير
من المجالات التي كشف فارس الكلمة عنها الغطاء قنواتنا و كيف يتقبلها المواطن الجائع للمعرفة و الباحث عن إثراء الزاد الإنساني عموما ..يفتح بطل :"كن و لا تكن " التفزيون :"مازال الحديث متواصلا عن انجازات الوزارة الجديدة القديمة و عن خطط التنمية ...تنقل منها لصراع الديكة عبر القنوات ...مر على الفتاوى و نقيضها ...أصابه الملل ...شاهد بعض الأغنيات التي كانت صورة بلا صوت ..ربما احتاج لترجمة مصطلحاتها الحديدة ..لقطات شبه عارية هنا و هناك ...إعلام و استعراضات عسكرية ...غط في النوم و في يده الريموت .."...كلنا يفتح التلفاز يوميا لكن كم منا حاول التفكير في الخطر المنبعث من قنواتنا على الإنسان مطلقا

الرأة و التغيير في فكر زيدان يم زاخر تناولت أمواجه كل قضايا المرأة تقريبا فكشفت لنا واقعها الموضوعي و النفسي ...هي الحبيسة حين يأخذ الرجل معه المفاتيح كالعادة " في تواطؤ أنثى ..و هو المحتل لجسدها و ال"سعيد بخشيتها "منه ..هي المرأة الحالمة ..بم ؟ "أحلام مكسورة ..ربما لتواطئها ...تطلق المرأة لو في "أحلام مكسورة :"لو غير مجرى الجرح النازف في قحط اغترابها ..لو حول أشجار القهر بداخلها لجنان تسكن معه ..ودت لو شاطرها أحلامها المكسورة ،دقاتها التي توارت ..ارتعاشاتها التي اختفت ..جنونها الذي غاب..دمائها التي توقفت .."..و ما أكثر ما يكسر في المرأة و ما أقل من يعي بما و من كسرها ...هي المرأة الثرثارة في "ثرثرات عزيزة "..تلك التي تنظر إلى المرآة :"عزيزة لا ترى نفسها ..شخص آخر تمنت لو عرفته " معالم المرأة بعد أن تغير و تتغير ...هي المرأة المدافعة عن الحب في زمن المادة ..لم تسلم من قالت نعم للمادة فرجعت مطلقة في "موعد بلا لقاء " و لا سلمت من قالت نعم للحب في "البحث عن حنايا " : "تقص لها أمها و أخواتها عن حساباته في البنوك ...فتحكي لهم عن عشقها لمن أحبت لبساطته و فقره .."
هي المرأة التي تختفي في حياتها التيجان فتبقى في حالة "انتظار التاج" تلعق "ما تبقى من مرارات اختفاء التيجان من حياتها..تمنت لو كانت هي نفسها المعبد المرصع بالتاج .." أمنية العودة بالمرأة إلى وضعها المقدس قداستها أما و أختا و زوجة و ابنة و حبيبة . و ربما أرضا طاهرة لا يطأها الغرباء ..هي المرأة التي توجها فارس
الكلمة بتحية لمن يهمها الأمر تحية إجلال في زمن التناسي "...هي المرأة التي يهاجر زوجها في قصتيه "سقوط صورة " و "التلاشي " حيث تقبع في الأولى صورة لزوج حاضر غائب ..سلطة تمارس القهر بالغياب و لا تمارس التراحم بالحضور ..و يبدو في الثانية ناسيا أنه خلف وراءه زوجة وقفت حياتها عليه في حين أنه عاش عشرين سنة مع أخرى ...هي المرأة المز للتضحية و الاحتضان و العطاء في "تنهدات عابرة ":"علمته أن يقوى فظن بها ضعفا ،ساندته في محنته و لم يتفهم عطاءها ..لم تتركه في سفره و لا إقامته ،قدمت حليها يوما كي يقف على قدميه ..دافعت عن هفواته و هناته و لم يتحمل ضجرها ..حلمت بتغييره يوما "
في المقابل نجدها المرأة التي نصبت نفسها جلادا لذاتها تتنازل الحرة في "بقايا شموع " لأجل ابنتها المريضة فتقبل أن تشفيها بثدييها لكن تجد نفسها في الأخير مطالبة بدفع ثمن العشاء ..التغيير سادتي هنا رسالة تمس العفيفة و غيرها ..شعار يرفع زيدان :من تتنازل لا تقبض شيئا بل تخسر كل شيء

في مواطن أخرى كثيرة يكشف زيدان عن واقعنا العربي السياسي فنجد أصداء لمواطن خيبة الإنسان العربي منها ما أورده في "الاقتراب بعدا " :"استنشق بقية من نسمات مضت بعد اختفاء جراء ما أحاطه من مصانع ظن يوما أنه يملكها و إذا بها بيعت لمستثمرين أجانب ..شعر بتلك القسمة الفريدة التي منحت لكل مواطن طابورا و لكل شارع مطب و لكل إشارة ساعات انتظار و لكل قلم ثمن و لكل وظيفة انحناءة نفس " اقتربوا يا من تريدون فهم الواقع لتجدوا ملخص نشرته على صفحات ما كتب فارس الكلمة..تجدون الاعتداء على حق المواطن في معانقة النيل احتفالا ب"عودته إلى نفسه ..تستحيل اللقيا و يصبح ال"موعد بللا لقاء "لأان شخصية هامة تمر فيقع منع مرور الكل و قطع جميع الطرقات ...تجدون خيرة شبابنا "مطلوب القبض على هؤلاء "في قصته "نوافذ مغلقة ".. و "لم يكن هؤلاء إلا من أرادهم شيئا فأصبحوا غيره "..أرادهم كل أب فرسانا على أحصنة بيضاء فضاعوا أو ضيعوهم في المعتقلات و السجون ..تجدون قلم الفارس مشرطا شرح لنا ما تمثله العراق لكل عربي في غياب الكاشف يقول :"تتوالى مشاعر الخيبة ..الوجوه أقنعة ..المحطات موحشة ..لا تمحى من ذاكرته أيام قضاها على ضفاف الفرات و أمام جنبات دجلة ..نخيل بغداد شموخ أبنائها ..تلك الثمار التي ما ذاقها إلا هناك ...حتى الطرب العراقي لا يعرف نكهة سماعه إلا في بغداد ...يوغل مشرطه فينا لتسأل رنيم في "القول ما قالت رنيم ":"ألم تقل إننا انتصرنا عليهم و هزمناهم ...كيف عادوا ؟؟؟؟؟؟؟؟ ويل لكل أب و أم من هذا السؤال ...متى يعود الطرب و الثمار و جنة العراق ...متى يلتقي النيل و دجلة و الفرات و كل نهر في بقاعنا ليؤسسوا حلما ...و اقعا منشودا ..نصرا لا هزيمة بعده ؟؟؟

***الواقع المنشود في فكر التغيير عند الأستاذ زيدان
هل قسا الفارس علينا إذ كشف لنا الواقع كشفا كان عبارة عن ألوان "تختزل القبح كما يقول في للقبح اختزال :"الخواء يعتلي الجلسة ..الكل متفقون " علام ؟ على قبح الواقع ؟ لا ...بل على عدم السعي إلى تغييره ..على تعويد النفس على العيش القبيح في حين أن الجمال لا يقتضي منا سوى خطوة ايجابية و جماعية لتحقيقه ..و بهذا المنظور يعد فارس الكلمة أقل قسوة من الواقع و إن وجدت فهي قسوة الأب الحنون الذي يحاول بث الوعي في ابنه الغافل ..ماهي معالم العالم المنشود لدى فارس الكلمة و التي تعد اليد التي تجمل قبح الواقع لكنه جمال حلم و ليس وهما
الأسرة التي ينشدها تبرز في "ابتسامات رافضة " أسرة بسيطة لها القدرة على تجاوز المعاناة لتحقيق توازنها بوسائل في المتناول بحضن طفل و زوجة بحكاية هادفة ...العالم المنشود امرأة هي صورة معلقة على جدار وجدانك غير أنها تضيف لك ،تجتاحك تحملك إلى أبعد مما تحملك إياه امرأة في خدرها ..همسات ضائعة عنوان قصة لزيدان ،حلم رجل بامرأة نقية عيقة نافذة آسرة في صمتها بلاغة و في عينيها تعبير عن جلال الحنان و سحر العطاء...هو عالم يعلم فيه الأب "الحياة لا مواجهة الموت كما ينشد ذلك فارسنا في "حب حتى مطلع الكراهية "..الأب هنا هو مجتمع بأسره موكل له واجب تعليمنا الحياة بعبرها و عبيرها
العالم المنشود هنا يبدو في مقطع جعلته للعشق ميثاقا و للعاشقين دستورا :"أحبها حتى أنكر كل غرائزه كي تبقى وترا يعزفه عند ذبول القلب فيخضر مداد العمر ليصير رضابا يمتد ..تراه إحدى علامات التعجب و يراها علامة جديدة لم تعرفها من قبل عللامات الترقيم ..يراها إحدى علامات الصبابة "...لو وصلنا إلى هذا الرقي و السمو بأغلى ما نملك بعاطفتنا لتغير الكثير فينا و لغيرنا الكثير في واقعنا
واضحة معالم العالم المشود لديه عالم بسيط قابل للإنجاز ..يكفي وعينا به و ايماننا بضرورة تغييره ..لكن يبقى سؤال أطرحه على لسان العم إمام في أوتار القلب :"كيف يعانق هذا الروح المتسامي و المتألق في أركانه ؟؟؟
*****3سبل الوصول إلى تقريب العالمين :المنشود و الموجود
أشير أولا إلى أمر أعتقده بدا واضحا فيما مضى من التحليل ...و هو أن في الكشف عن الواقع لم يكن زيدان يعريه بل كان يضع اصبعنا على ما يجب تغييره و في الواقع المنشود الذي وقع فيه الكثير من الإختصار لثراء المادة لم يكن زيدان حالما بل كان يبرز لنا نهاية الطريق الذي نروم الوصول إليه
لو أصغينا إلى صوت الأم في "غياب الكاشف " تدعو ابنها العربي الجريح :"ولدي ..ألف سلامة ..امسح دمائك " دعوة إلى أن نكون الأقوى ..نحتمل الألم و نسعى إلى تضميد جرحنا بأيدينا قبل أن يتعفن
لو نظرنا إلى فتاة الأربعين في "دقات متأخرة " تلك التي سخرت حياتها للعلم و المدرسة و الجامعة و قبلت التضحية و اتخذناها نموذجا لا لإهمال الهمر بل لجعل العلم مطلبا هاما من ضمن مطالبن في الحياة لأنه وسيلتنا في التغيير ..لو نجعل هذه الفتاة قدوة بشاباتنا و بديلا عمن اتخذن مثلا أعلى من فناناتنا الراقصات في مواخير ما يزعمن أنه فن ...حينما نقبل العطاء في أبسط أشكاله و أكثرها تعقدا فنكون "موطنا من مواطن الدفء " حيث تبدو البطلة "تروي أفنان تبعثرنا و تعيش الوحدة " تعطي و هي المحتاجة للأخذ
حينما نرد داخلنا على سؤال الإستنكار الذكي الذي طرحه فارس الكلمة في "تساؤلات غبية " " منها كيف تتحول الصداقة إلى عناوين نقرأها حينا و نتجاهلها أحيانا كثيرة "..فنعيد التاج لكل علاقة مقدسة و نخلع من عرش ملوك ذواتنا كل آمر بالسوء ..كل علاقة آثمة أو نفعية ..حينما نواجه قدرنا بعيون الرضا و هو عنوان قصة قصيرة تدعو إلى قناعة الواثق في الله و في ضرورة أن نسعى و على الله البركة ...حينما نتبع خطى أمينة في قصته "اغتيال فكرة "ف نسعى إلى "خدمة من حولها و إن كان ذلك على حساب قناعتها الشخصية "فلا تلتمس لنفسنا العذر عن عدم تقديم النفع...حينما ننفذ إلى باطن الشخص فلا نحكم عليه من خلال مظهره و نعرف "الطريق إلى جوارح " كل أمينة بل كل إنسان ...حينما نمد اليد مع الأستاذ العوامي في علبة كبريت إل كل أم مسعد في زيارة حتى سنوية ..و تصبح كل يد ملآى "تعرف ما يحتاجون " .....و لا ينظرون إليها كمحسن و إنما كواحد مسؤوول عنهم " ...حينما تنادي البنت الصغرى المنتمية إلى الطبقات المسحوقة عمو لشعورها بأنه يد تمسح عن طفولتها دمعة و جوعا ..حينما أربى و أربي على "احترام من يكبرني و أقدر العمر"في و تلاطمت أمواج الكبرياء " ..حينما لا يبحث في نفس الأقصوصة العم سيد عن حل لنفسه فحسب :"أنا لا أتحدث عن نفسي ..أنا واحد من كثيرين ..ليتني أحيا لأرى نفسي و هم معي من المكرمين في هذا البلد " ..حينما نكرم المناضل و كل من يخدم وطنه ..حينما يغير الشرقي نظرة العالم له على أنه زير نساء فيعرف ذاته شرقيا "بنى حضارات أمم و ثقافات و شعوب و ابتكارات عصور ذهبية ..." لا ذلك الشرقي الذي "يمتطي صهوة لذته و لا من يشتري الرغبة و لا من يبتاع العشق " حينما نغير ذواتنافنشعر أننا وصلنا إلى هذا الرجل ،إلى هذا الإنسان فقد غيرنا الواقع حتما
أعتذر على الإطالة رغم حذفي لكثير من الشواهد التي يجب الوقوف عندها ...أختم بنداء إلى كل قلم :ارفع قبعتك و استمع لمفهوم الكلمة عند فارسها هي مفتاح الأبواب الموصدة ..الطاهرة و إن حاول البعض تدنيسها..المتوهجة غير المحترقة ..هي من تنزع الأقنعة و تقيم الجسور التي لا تتكسر ..هذا ملخص لمسيرة زيدان كفارس للتغيير و لذلك لقبته بفارس الكلمة و على لسانه أقول : كانت الكلمة عندك كما ذكرت فيمقالك كلما ..كلما "شامخة ..متسامية ..نبيلة ..متجذرة "
كلمة حق أقولها لأساتذتي أحمد المختار و الكاتب المصري و فارس الكلمة و سوف أقولها لكل من سعى إلى التغيير عبر الفايس من النماذج اللاحقة