الثلاثاء، 23 فبراير 2010

التلاشي

نظرت بشئ من الضجر الي مراتها..شعرت بكونها متامرة عليها كما فعل هو..تناست ان سنين العمر لم تتوقف طويلا عند تلك اللحظة وما تلاها..اعادت النظر اليها مرة اخري ..ودت لو انها عكست تلك الدموع المحتبسة والاهات المحترقة والقهر المتجهم في شرفات الصدر..تمنت لو عادت بها لايام الصبا...او لطفولتها المترامية البراءة..كانت سليلة اسرة عريقة..نعمت باسرة تتعاطي الصفاء وتعانق الود وتتشاطر الرؤي..لم تخلو حياتها حينذاك من البسمات المتبادلة في منزلها الهادئ..راته في زيارته لاخيها..انيقا..متناسقا..وجيها..بدا ثريا بعد عودته من الخارج..لمحت في عيونه الاعجاب وراي في نظراتها القبول..لم تكن الا ايام حتي كان الزواج..وعدها بالسفر معه الي اوربا حيث يعمل..لم تشا ان تشعره بمرارة غيبته..سافر..وحدة قاتلة..حمل موهن..شماتة صديقاتها..طالت غيبته..اتصالاته قليلة..ولادة متعسرة..عاد اليها بعد عام..تهيات للسفر معه كما وعدها..فوجئت بان عليها الانتظار لفترة قادمة..عادت الي وحدتها..حملها..انينها..تستجدي عودته..تستدني اقترابه..تنشد انفاسه..تستلهم ذراعيه كي تنفض غبار ما احاطها من اسي..في كل مرة يسافر فيها تزداد غيبته..يقل اتصاله..تتلاشي صورته شيئا فشيئا..سنوات طويلة مضت بين سفر وعودة..من العسير ان يتعرف الابناء علي ابيهم....اشفقت علي نفسها من الافتتان وعلي ابنائها من الضياع وعلي زوجها من ازدياد غربته وشقاءه هناك..هاتفته...صوت انثوي سمعته من قبل عندما عاد اليها المرة السابقه واخبرها بانها سكرتيرته في الشركة التي يعمل بها هناك..سالتها ان كان زوجها هناك..ضحكات ساخرة اخترقت اذنيها حين ردت الاخيرة:
كيف يكون له زوجة اخري وهو هنا من عشرين عاما؟

هناك تعليق واحد:

غير معرف يقول...

فعلا عزيزي مدونتك تناقش صميم الواقع هي حاله كثير من النساء يعانين من غياب (سفر) الزوج سنين طويله .......
بحيث يصبح الابناء عن ابيهم غرباء والزوجة تتخبط بوحدتها المريرة....
رائعه وهدافه واكثر ما اعجبني العبارة كيف ان يكون له زوجة وهو يعيش في المهجر او الغربه من عشرين سنه .........
جومانه