الخميس، 25 فبراير 2010

ولادة شاطئ

تلاطمت امواج البحر متسارعة..تناثرت حبات رمل علي خصلات شعرها الذي بدا في التساقط رويدا رويدا..القت بساقيها العاريتين علي كرسيها المائل للخلف قليلا...استجدت مرور وقت الرحيل عندما نظرت لساعتها الذهبية...اولادها منشغلون باللعب هناك...خادمتها مازالت تحمل ادوات اللعب..زوجها منشغل منذ عودته من اوربا بصفقات هنا وهناك...تراودها حالة من ذهول كلما خرجوا سويا.... تنتابها حيرة من ذلك الرباط الذي تفككت اواصره..دهشة من ذلك العناد الذي اصاب ابناءها..رغبة في السؤال وخجل من اللاجابة..لم تعد كما كانت نتنتظر رعشة الانامل ولا تلاقي النظرات ولا دفقة المشاعر ولا همس الكلمات التي طالما حلمت بها يوما..لم تستطع ان تستشعر المحيطين بها علي شاطئ النخبة..ارتدت ملابسها..تركت السيارة خلفها..توجهت للخارج..استقلت سيارة اجرة..ذهبت الي شاطئ مزدحم..نظرت في عيون المصطافين..اناس ليسو كمن كانوا معها..تعلوهم ابتسامات رضا..تكسوهم حالة من سعادة..يتبادلون الاطعمة علي الارصفة..يتسابقون في حلقات فرادي وجماعات..يتناوبون في شراب اكوب الشاي..يتضاحكون من سذاجة بائعي الترمس والفول السوداني والبطاطا..علي مرمي بصرها اعين تتجاذب اطراف الحديث..واذان تستقبل الكلمات همسا وايدي تداعب اخري.. اطفال يتراشقون حبات الرمل..يتقاذفون كرة مصنوعة من اكياس بلاستيكية..تعلو وجوههم فرحة ..عالم مختلف...احست برغبة البقاء بينهم..ما بين الهروب والعودة توقفت امواجها علي شاطئ جديد.