السبت، 27 مارس 2010

انغام البقاء

اكتظ الميدان بالسيارات..باعة التمر هندي..حملة اللافتات المعارضة..بائعو الجرائد الصفراء والبيضاء..اصحاب الياقات الانيقة والمتسولين..المخبرين ....اطفال متسربون من مدارسهم ...بائعات الادعية الدينية وا لسيديهات المنسوخة علي عجل..ضجيج هنا وصراخ هناك..ركب سالم الميكروباص مفضلا اياه علي سيارته الخاصة التي تبين له صعوبة قيادتها في مدينة كالقاهرة بعد سنوات طويلة قضاها خارج البلاد..ازعجته رنات الموبيل داخل السيارة..تناقضت كما تناقض كل شئ بعد عودته..منها اصوات شيوخ واخري لرقصات وغيرها لبكاء وقهقهات اطفال..ضجر من تلك الادخنة التي تعقم السيارة..مل من تلك اللامبالاة في القاء الفضلات علي ارضية السياره...الحركة تزداد بطئا كلما تحركت السيارات..ارقته تلك المبايعات التي تصدرت المباني...الركاب منقسمون فيما بينهم..بدا له الامر جلل..كان اختلافهم علي من سيحصل علي الدوري..نازعته فكرة الرحيل مرة اخري كما اتي..اطلت مرة اخري نافذة الغربة علي راسه الذي تفككت اواصره..اغمض عينيه..بعد وقت قصير تدفق الهواء داخل السيارة..نسمات اعادت اليه ايام الصبا..السيارة تسابق الزمن علي الكوبري الذي يعتلي النيل..تمني لو خفض السائق سرعته..رشقات الهواء هدات من ما كان عليه..صدي صوت امه مازال يردد دعاءها له بالبقاء....نسي ما تبرم منه..مزق جواز سفره..القي به في النيل..تنسم صفحة الماء وهي تتلقي اشعة الاصيل..وراح في نوم عميق.


http://zydanutopia.blogspot.com/