الثلاثاء، 23 فبراير 2010

دقات متاخرة

تابطت دفاترها بعد يوم شاق كغيره في حياتها..عانت كثيرا من انفراط عقد تلاميذها..كانت مؤمنة برسالتها كمعلمة لكنها لم تكن تعلم بصدامها يوما مع جيل فقد كثير من هويته..انتماؤه..اخلاقياته..سلوكه ..كثيرا ما ضاقت بخلو اذهان طلابها من بديهيات المعارف......شعرت بانها منبوذة من زميلاتها كونها متشبثة بما بدا لها صوابا..كانت الاكثر جهدا والاقل تقديرا من قبل الادارة..المتربصين بها يعرفون عدد المذكرات التي احيلت للشئون القانونية ضدها..كل هذا لم يمنع رابحة من مواصلة دراساتها العليا في الجامعة..زملائها والاساتذة تندروا كثيرا لما تفعله رابحة..هي تتفوق علي الجميع بما فيهم المعيدين..تتشابك مع اساتذتها فكريا..تجيد البحث ..تفتح نوافذها علي كل جديد ..الان هي علي قارعة الاربعين من العمر..برنامجها اليومي من يتغير منذ سنوات..الذهاب الي المدرسة..الخروج منها بعد الظهر..الذهاب الي الجامعة..العودة سيرا علي الاقدام الي بيتها البعيد نسبيا ..بعد العشاء التحضير ليوم دراسي اخر..هكذا حياتها منذ سنوات..شعرت برغبتها في التغيير..حاولت ان تعيد حساباتها مع نفسها..قررت الهدنة مع الواقع..احست بحاجتها لاشياء كثيرة توقفت من ذي قبل عن التفكير فيها..علي غير عادتها دخلت المدرسة في اليوم التالي وعلي وجهها ابتسامة لم تكن تري من قبل..خاطبت تلميذاتها بلطف..باسطت زميلاتها وزملائها بشكل مختلف ..توجهت لادارة المدرسة بباقة من الورد..شعرت بارتياح من حولها لما صارت عليه..خرجت الي ما كانوا يسمونه ملعب المدرسة..رات مجموعة من الفراشات تتهادي امامها حول ما تبقي من اشجار هزيلة..ودت لو جلست ارضا لتامل زوجا من الحمام يداعب كل منهما الاخر..لم يمنعها من ذلك سوي بقايا مناديل ورقية اكتست بها الارض واكياس البلاستيك المتناثرة هنا وهناك....مر الاستاذ حسن امامها..هو اخر من تبقي من المتمسكين بحق العزوبية ...نادته:استاذ حسن سبحان الله: ليتك تنظر الي زوج الحمام اعلي الشجرة..والفراشات المحيطة..نظر اليها مرتبكا:
الحصة الرابعة بدات..لقد دق الجرس!

ليست هناك تعليقات: