الثلاثاء، 23 فبراير 2010

اذان بلا فجر

ودع الليل سكونه..تسلل بصيص من الضوء علي جنبات قريته الهادئة..صوت مؤذن الفجر يقطع اواصر يوم مضي..استيقظ الحاج مرسي من نومه كعادته في ذلك الوقت..لم يشا ان يوقظ زوجته..اخرج اغنامه التي لم تعرف يوما طريقها الي مزرعته..;كانت تعرف دوما ما يريد..ايقظ ابنه الاكبر طالبا ان يفتح الباب لخروجهم..امسك بمسبحته..توجه للوضؤ لكنه فضل ان يتوضا في المسجد..دلف هناك متوجها للصف الامامي..امسك بكتاب اوراد صغير..اخذ يتلو بعضا منه بصوت انكره من حوله..كان جسده يتمايل يمينا ويسارا بشكل رايته في بعض الموالد سابقا..صبي صغير يتساءل:كيف لرجل جاوز الستين ان يقرا في كتاب يكاد خطه لا يري بالعين المجردة..صبية في الخلف يتهامسون حول ذلك الذي تقدم صفوفهم..تقاطعت اصوات التواشيح من المساجد المحيطة..صعب ان تعرف ما يقولون لتداخلها وتزاحمها في ان واحد...مازال جسد الحاج مرسي يهتز في اتجاهات شتي..لم يوقف اهتزازه سوي تلك الهمهمات التي ود كثير ممن حوله ان لا تصدر... مسبحته لا تتوقف عن الدوران كعفارب الساعه ...تقدم احدهم لاقامة الصلاة..نظر الامام خلفه عابسا في وجوه الصبية الذين اخلوا بالصفوف..توجه الي القبلة مكبرا..تهيات للصلاة محاولا السكينة..شئ ما اخرجني من ظلال خشوع كنت اوده..سؤال اخذ يقض مضاجع ذهني ..يوقف سريان الايات..تختل لاجله كل مسامات القرب من الضؤ :تري اين اغنامك يا حاج مرسي؟

ليست هناك تعليقات: