الثلاثاء، 23 فبراير 2010

غياب الكاشف

تتوالي مشاعر الخيبة..احس بسوس ينخر في عباب ذاكرته..ود لو حمل راسا اخر غير تلك التي اصابته بالوجوم..مل مدنا لم تحتويه وقلوبا لم تبحر يوما في مجرات الالمه المحرقة..الوجوه امامه اقنعة..المحطات موحشة..عذاباته لا يعرف لها نهاية...لا تمحي من ذاكرته اياما قضاها علي ضفاف الفرات وامام جنبات دجلة..نخيل بغداد..شموخ ابنائها..تلك الثمار التي ما ذاقها الا هناك..حتي الطرب العراقي لا يعرف نكهة سماعه الا في بغداد..مذ غادرها عامر بعد السقوط اكتوي بلهيب الفتور ووعكة الانكسار..الكون كله لا يروي ظماه..المدن لا تعرف غوره..الارصفة لا تشاطره رغبات العودة..ما عاد عامر يعرف طعما لصوم ولا نكهة لنوم ولا انتفاضة لقلب منذ مغادرته بلاده...كانت لحظات فراقه مدوية والخروج منه اقسي ما مر به في حياته...راي بلادا بلا اقمار..نجومها لا تسطع..اناشيدها لا تطرب..ضحكاتها لا تسر..كره اقامة لم يخترها..ضاق ان يتمتع غيره بخير بلاده ..لم يتقبل يوما فكرة ادعاء حرية لم يحصلوا عليها ولا تحريرا هم لم يطلبوه ..تذكر يوم اختفي مراسل بغداد لاحدي الاذاعات ..لم يغب اسمه من ذاكرته حسن الكاشف ..اشتد به الالم لاختفاء صوته فجاة ..احس بان خريطة تغيرت او دوامة تحاك .. كم حزن ان يكون الهاتف هو الرباط الوحيد ما بينه وبين امه هناك..اشتد حنينه لسماع صوتها علها تنقل له جرعات لصبر يفتقده وحنان امومة كان بحاجة اليها واحزمة امان ضاع في حوزة زمن ردئ..هب واقفا في غرفته المظلمة بلون السواد الذي اشعلته الذكريات..اصطدم راسة بشئ صلب لم يدركه...سقط ارضا..امسك براسه..بضع قطرات من دماء..استعاد ذاكرة الاماكن..اضاء الغرفة..امسك بالهاتف طالبا امه هناك..صوت دامع العينين يرد هامسا..ولدي الف سلامة ..امسح دمائك.

ليست هناك تعليقات: