الثلاثاء، 23 فبراير 2010

موعد بلا لقاء

حين يرخي الليل سدوله علي القاهرة فهذا لا يعني توقف الحياة..انها بداية لنهار اخر لكنه يحمل في طياته المتسع لتنفس اخر ونسمات مختلفة تخفي كابة الوان النهار علي الوجوه والمباني..كانت الساعة التانية صباحا....بعد طول غياب اخيرا عادت سميرة الي مسقط راسها بعد زواج لم يدم سوي شهور قلائل من ذلك الشيخ الذي تعددت زوجاته..فقدت الكثيرمن بهاءها ورونقها واحساسها بنفسها شعرت بمرارة القبول به دون استشارتها وفرحة الانفصال عنه في ان واحد..احزنها كثيرا نظرات الشامتات بها والفارحات بعودتها بخفي حنين..حاولت ان تتناسي ما كان..ارادت ان تحتفل بعودتها الي نفسها..قررت العودة اليه..علي عجل صنعت لنفسها فنجانا من القهوة..تناولته سريعا..ارتدت ملابس بسيطة للخروج..لم تهتم كعادتها بالمساحيق..الان هي في حاجة لرؤيته..ودت لو علم الكون كله بعودتها اليه بعد الفراق..كم تمنت لو صافحته في غربتها..لكنها كانت تراه في احلامها..تستشعره في يقظتها..تحادث صديقاتها عن روعته والاحساس معه بالامان..الان هي ذاهبة اليه فلطاما كان حوارهما مختلف..كلاهما يعرف همس الاخر..شدها اليه ذلك الهدؤ وتلك السكينة..جذبها انصاته اليها والاحساس بها..لم يغب لحظة عنه..تذكرت اخر لقاء بينهما حينما شكت اليه زواجا لم ترتضيه واهلا لم يرحموا توسلاتها..راته دامع العينين..صامتا..كئيبا..كادت ان تلقي بنفسها بين ذراعيه....توقفت الان عن المرور علي جسور الماضي..حانت لحظة العودة اليه..احبت ان تراه في وقت متاخر والليل يتوسد نجواهما..استقلت سيارة..الشوارع لم تكن مكتظه ..حركة السير منتظمة علي غير عادتها..ضربات قلبها تزاد اشتياقا..حنينها اليه يسبق اللقاء..اخذت تستجمع ما ستحكيه له وما حدث معها..اغمضت عيناها..لم يوقظها سوي صوت الاغنيات المبتذله التي وضعها سائق التاكسي..توقفت حركة السيارات...شئ ما في الافق..الوقت يمضي..رجال المرور يسحبون الرخص..قوات امن هنا وهناك..خفض السائق صوت المذياع..حسنا فعل قالتها في سرها..صوت مؤذن الفجر...الشمس اوشكت علي الولوج..لا احد يعرف ماذا حدث..احد المارة يصيح مختنقا..والله هذا حرام..كلما اتت شخصية كبيرة توقفون الحياة..حرام..حرام..شعرت سميرة بدوار ..لابد من العودة من حيث اتت..نزلت من السيارة..ذهبت الي الجهة الاخري من الشارع لتعود ادراجها...اسفت كثيرا لان لقاءها مع النيل تاجل لحين اشعار اخر.

ليست هناك تعليقات: