الثلاثاء، 23 فبراير 2010

همسات ضائعة

رغم شتاء موغل في البرودة..رغم المطر المتساقط من اجفان سماء لا تهدا..رغم الرعد القادم من رحم الغيب والمتلاقي بنظيره في جوف النفس..رغم البرق المربك للرؤيا وسط سحابات سوداء..شق طريقه وسط الزحام..لم تكن مظلته قادرة علي كبح جماح الماء المنسدل علي معطفه الجلدي ولا انقاذ حذائه مما الم به من تراب تحول الي قطع طينية بعد ان قضي وقتا في تلميعه بنفسه..ضحك قليلا من نظارته الشمسية التي اكسبته سخرية البعض في وقت كهذا..امسكها بيده المرتعشة بردا..دخل الي المبني يتوجس شوقا..كانت واقفة في زاوية تبعد بضع امتار من مرمي بصره..اخذ يمعن النظر اليها في زيها الصيفي..كانت اسهمها تتالي نحوه..باسمة كسنابل قمح ..وضاءة كشموع تعزف ايات الوصل..مسودة كتراب الارض الولادة خصبا...متوقدة باشعة ما بعد بزوغ الفجر الي مطلع خفقان القلب..اسفه مرور احدهم حاملا اكواب الشاي الساخنة طلبا للمبيع قاطعا عليه روح اللحظة..تناول الكوب منزعجا منه..اقترب منها..نظر الي خصلات شعرها التي تركتها دون ترتيب..يعرف انها فعلت ذلك لاجله..كانت مترامية علي جبينها المفعم بدماء تجري فتحيل الوجنات الي زهر يستنكر قطفه..بدا الدفء يدب في حناياه لا يعرف ان كانت حرارة الشاي الساخن ام من جراء تامله لصدرها المتصبب عرقا كنهر يختزل جنون الشمس كي يمحو ذاكرة صقيع لا يالفه..بدت مطمئنة له ..لم تنظر لاحد سواه..شعر بحفاوتها به..يعرف مقدار مكانتها..يدرك انها تترفع ان تمنح احدا غيره تلك النظرات العابرة لقسمات القلب..او ذاك الهمس اللاغي لفتور اللب...او تلك الانفاس النابعة من ابار حنين لا ينضب..اناملها تمتد اليه..يقترب منها..يستجدي دهشتها..تمتد انامله اليها........
اصوات تتعالي واخري تنخفض:
هذا اخر يوم لعرض اللوحة!!!

ليست هناك تعليقات: