الثلاثاء، 23 فبراير 2010

حب حتي مطلع الكراهية

تسيقظ مبكرة كعادتها.. ترتدي رداءها الاسود..تترك صغارها خلفها.. تتسلل دون علم زوجها ..تعرف طريقها اليه..تسير في طرق ضيقة.. تتفادي نظرات من حولها..تحبس انفاسها..تحث السير..تبتغي الوصول قبل يقظة اطفالها...تصل اليه..نظرات مشتتة..افكار مبعثرة..دموع حائرة..صدر مختنق..حنايا محترقة..لم تكن تدرك المجئ اليه حب يغمرها ام عتاب لا ينتهي..شوق اليه نفسه ا م الي المكان الذي اقام فيه..تتسمر شاخصة امامه..تستحضر ايات الرحمه..تستحضر صوته.. هيبته هيئته..كل مواقفه..لحظتها يتوقف مجري الدمع..يتواري الشوق..تتلاشي الايات..تتداعي ذاكرة هموم وبقايا جرح لا يبرا..تلقي بما حملت ارضا..تتقيا وهم الحب المارق لهويتها..تجتر لهيب الود السارق لطفولتها..تستحضر ضؤ العتمة حين امتدت يده لتصافح من اسماه يوما لها زوجا..تنظر شذرا...تمنت لو وقف قليلا امامها..لو خرج من قبره بضع دقائق..تعرف انه لن يفعلها..ربما خوفا من نقمتها..ربما لفقدانه الحجة..وربما لانها مواجهة خاسرة..تنتصب قليلا..بدت حريصة علي مخاطبته..لابد لها ان تسمعه هذه المره ما لم يسمعه:
اعرف كم اعطيتني...كم منحتني..كم قدمت الي..
اعرف.نعم..نعم..احببتك كثيرا وخفتك اكثر
علمتني كيف اقرا وكيف اكتب..وعلمتني انني عورة
علمتني ان الحياة شوري واخترت لي من يشاطرني الاغتصاب
علمتني ان الحياة تجارب ولم تتح لي خوضها
علمتني ان اوجه الموت ولم تعلمني الحياة
علمتني......
صوت ممتزج برائحة الموتي ..تعرفه منذ مصافحة ابيها له..يتعجل عودتها..تستجمع وهنها متوجهة نحوه

هناك تعليق واحد:

غير معرف يقول...

حب حتى مطلع الكراهية أسرني العنوان ثم المحتوى فعلاً رائعة