الثلاثاء، 23 فبراير 2010

تواطؤ انثي

اقتربت لحظات اللقيا...سكبت بيديها ما تبقي من زجاجة العطر الباريسية دون شعور برائحتها..موجات من صخب متلاطم في الاذنين لا تمنح الموسيقي الهادئة رغبة الوجود..دوائر من لهب يتساقط تتراءي امام عيونها...اهات مهترئة لم تكد تخرج حتي تعود..جسد يتثاقل ..تزداد حموله كلما اقترب..خرجت من غرفة النوم..ودت لو فتحت نافذة لتهدئ من اختناقها..خشيت ان توضع قيد المساءلة..ودت لو زارتها احدي صديقاتها في هذه اللحظة لكنها تذكرت انه اخذ معه المفاتيح كالعادة..امسكت بهاتفها..مسحت ارقام المتصلين بها سواه ..تسرب الظما الي اعماقها..اتجهت نحو المطبخ..مازال طعام الغداء علي الطاولة يشكو تجاهله في نهاية المساء..اخذت كوبا من ماء لا يروي شيئا مما احست به...خرجت الي صالتها ..مرت مرور الكرام علي عديد القنوات..بدت لها متشابهه..يفتح باب الشقة..لم تكن مؤهلة لان تقرا ملامحه بعد نوبات من اشعارها بالتقصير والنكران..كانت تخشي ان تتورط في مصادمته..بدا سعيدا بهذه الخشية ...اكتفي بكلمات قليله..امسك بيديها نحو الغرفة..شعرت بجليدية جسدها..امسكها بين ذراعيه..ارتعدت خوفا..قربها من صدره..احست بنزلات من احتضار..شعرت بمشروع قبلة حاولت تلاشيها..الضؤ الخافت منحها حق الحديث الصامت اليه:
اعرف انك تجهل فقه الحياة وبلاغة الجسد ومعني اللقاء و رؤي الامان
خشيت ان يتوصل الي ما دار بذهنها..القت بجسدها فوق فراشها المخملي..شعرت بتواطئها..رغبات تمرد محاصر..بركان من كلمات محمومة ودت لو خرجت..نبضات ترتفع عكس عقارب الساعة..كبرياء ينكمش امام اياديه لعابثة..ذاكرة تتقيا وهم ظلال لم تجدها..هنيهات من التحديق في اللاشئ..توقفت العيون..انسدلت الايدي..توارت الذكريات..فاطمة وادت انفاسها ..ربما كي تعيش.

ليست هناك تعليقات: