الجمعة، 11 يونيو 2010

ختان العقول

لعشاء العمل في فنادق الخمس نجوم طعم اخر..تمتزج فيه العطور بالموسيقي..لايدي واقدام اصحاب الياقات الانيقة وفساتين السهرة شكل مختلف عما تراه في حياتها العادية..تاخذ الابتسامات والضحكات مقاييس محددة وزوايا معينة عند صدورها..كانت حديثة العهد بتلك المؤتمرات..بدا لها وكان البعض يتابع التفاتاتها..حاولت ان تبدو وكانها معتادة علي تلك الامكنة...انتهي العشاء والاطباق ممتلئة كان لم يمسسها بشر..ازداد الحوار اشتعالا مع تطاير الدخان المنبعث من تلك الاصناف المستوردة من السيجار..مع الوقت زادت حدة الساخرين من ظاهرة الختان..وصفها البعض بالامتهان لكرامة المراة..اتهمها الاخر بكونها من المسببات لرجعية المجتمع..غيره راها محاولة لاهدار روح الانوثة..قال احدهم بان العالم امعن السخرية من سلبيتنا حيال هذه الظاهرة..نصح الاخر بان لا نمنحهم فرصة كهذه...كان عليها ابداء رايها في تلك اللحظة..امسكت بمكبر الصوت..ارتبكت قليلا..طالعت الوجوه..تهيبت المكان..خشيت نظراتهم اليها...حاولت الثبات..شكرت الجالسين علي منحها حق التحدث..اشارت الي رغبتها في ابداء راي مخالف قليلا وتعريف مختلف للامر:
سادتي.:
لماذا اختزلتم المراة في جسدها؟
لماذا لا ترون فيها سوي اعضائها؟
كم انفق من الوقت والمال لمحاربة ختانها؟
لماذا لا نحاول سويا ختان اميتها!!!!..فقرها.!!!!.عبوديتها..!!!!قهرها.!!!!!.فصلها عن المجتمع.!!!.اقصاءها؟
لماذا ترصدون ردود افعال العالم حولها ولا ترصدون همومها؟

خرجت كلماتها الاخيرة وهي تتفصد عرقا..مغمضة العينين..شديدة التاثر..تنبهت الي اهمية ردود الافعال...نظرت حولها..ابخرة دخان وبقايا اطباق وطاولات خالية الا من عمال النظافة.

هناك تعليقان (2):

إيناس يقول...

طبيعى فهؤلاء لا يستمعون إلا لأنفسهم و لا رؤية أخرى فقط لغة الأبخرة التى تبتلع الكلمات و ..أيضاً الإهتمام
المرأة من حقهافقط أن تبقى قطعة جميلة لمتعة الرجل أو أن تقنع بدور (أمينة )
فتبقى أبداً تضحى من أجله و فى كلاهما المرأة تخسر
صدقت سيدى و رسمت الصورة بإتقان الإبداع و الألم
تحياتى

سهام يقول...

رائعه فعلا ومعانيها صادقه وهذا هو التحليل الصحيح لقضية المرأه بالتوفيق ان شاء الله